نزل علي خبر وفاته كالصاعقة...
تحطمت أحلامي عند سماعه...
أنزلت ستارة سوداء... جعلت من الدنيا جحيماً في عيني...
تسمرت في مكاني... لم أعد أقوى على الحراك...
ولم أعد أقوى على الكلام...
أرجوكم أخبروني بأنه خبرٌ غير صحيح...
أرجوكم أخبروني بأنكم تمزحون...
شُل تفكيري عند سماع خبر وفاته...
توقف نبض قلبي...
فنبضات قلبي مرتبطة به...
أرجوكم تأكدوا إن كان قلبي ما زال ينبض بالحياة...
رحيله يعني وفاتي...
قالوا لي... أهدأي هذا ما كتبه الله...
قلت لا... لن أهدأ كيف لي أن أهدئ...
فقدت من أحب... ضاعت أحلامي...
كان حلمي الأبيض... كنا نرسم أيامنا القادمة وننتظرها بفارغ الصبر... لنكون سوياً حتى الأزل...
إنهارت أعصابي... صرخت من أعماق قلبي...
حبيبي لماذا تركتني... لا عيش لي في هذا العالم من بعدك...
حبيبي خذني معك إلى حيث ذهبت...
الجنة معك... والجحيم فراقك...
بدأت أذرف الدموع... وكلما أتوقف عن ذرفها...
أذكر ما بيننا... ويبدأ دمعي بالإنسياب مجدداً على وجنتاي كالشلال...
ذهبت لأعزي أقاربه فيه... لكنني أريد من يعزيني ويواسي دموعي...
عند وصولي لمنزله... رأيت أقاربه يحملون تابوته وصورته على ذلك الصندوق الأسود الذي دمر حياتي...
كتمت دموعي... كتمت صرختي... كتمت أحزاني...
وأكملت السير للمقبرة... لدفن حبيبي فيها...
وعندما كنت أقف بجانب قبره وأنثر الورود الحمراء حوله...
أتت صديقتي... واضعة يدها على كتفي... وقالت إدعي له بالرحمة...
إرتجفت... وسقطت أرضاً... إنهارت أعصابي... وإنهالت الدموع...
لم تستطع صديقتي كتمان دموعها... و انهالت دموعها مع دموعي...
ثم توقَفت عن البكاء وقالت لي... يكفي بكاءاً... هيا دعي قلبك يعيش ما بقي له...
قلت لها... كيف أدعه يعيش...
إن ...
قي له...
قلت لها... كيف أدعه يعيش...
إن كان قلبي ينبض عند رؤيته...
وحزني يزول معه...
وفرحي يكتمل بوجوده...
أنتي لا تعرفين ما معنا رحيله...
رحيله هو نهاية العالم... لا أتخيل حياتي بدونه...
أتركيني عند قبره... مع أحلام غابت مع رحيله...
سجدت عند قبره... وذرفت الدموع على فراقه...
ودعته بتقبيل قبره... وورود حمراء حوله... لتخلد حباً لن ينسى حتى مع فراقه...
مضى عامين على رحيله...
أصبحت جسداً بلا روح...
فخروجه من حياتي... يعني خروج الروح من جسدي...
أصبحت أنفاسي تختنق كلما أتى طيفه على بالي...
أصبح جسدي يرتعش بشدة كلما مررت بمكان كان يجمعنا...
أتوسل إليك يا إلهي... خذني من هذا العالم... خذني إلى حيث أخذت حبيبي...
لم أعد أقوى على العيش بدونه بعد وفاته...