مصطفى جاهين نجمه الشعر
عدد المساهمات : 313 تاريخ التسجيل : 02/11/2009 العمر : 36
| موضوع: بعض مختارات الشاعر ا شارل بودلير السبت مايو 07, 2011 5:39 am | |
| الانسان والبحر أيها الإنسان الحرّ، سيظلّ البحر عزيزاً على قلبك، البحر مرآتك، تتأمّل بإعجاب روحك في تموّجاته الأبدية. ونفسك ليست أقلّ عمقاً من أغواره. يحلو لك أن تغوص في أحضان صورتك، وتعانقها بعينيك وبذراعيك، بينما يلهو قلبك أحيانا عن أهوائه، بالاستماع إلى صخب وهدير أمواج البحر، العاتية، أنتما الاثنين، غامضان ومتكتّمان. أيها الإنسان، لم يستطع أحد سبر خفايا نفسك. أيها البحر، لا يعرف أحد كنوزك الخفيّة، لشدة حرصكما، على كتمان أسراركما. ومع ذلك، فقد مرّت قرون لا تحصى، وأنتما تتصارعان، دون ندم ولا شفقة، لفرط ما تحبّان المجازر والموت. فيالكما من متصارعين أبديين، أيها الأخوان المصرّان على الشراسة والعناد. ********************************** الشبح كالملائكة ذات العيون الوحشية سأعود إلى مخدعك وأتسلل إليك بغير جلبة مع ظلام الليل وسأمنحك يا سمرائي قبلاً باردة كالقمر ومداعبات أفعوان يسعى حول وكره وعندما يعود الصباح الكئيب ستجدين مكاني فارغاً وسيستمر بارداً حتى المساء وكما يحب بعضهم أن يسيطروا بالحب على حياتك وشبابك أنا أريد أن أسيطر بالرعب * ترجمها عن الفرنسية حنّا الطيّار جورجيت الطيّار ***************************** الملاك المحب يا موت !.. أيها الملاح المحنك ، الموكل بسفر الأرواح ، آن الأوان فأرفع المراسي، وهيئ لنا الرحيل مللنا المقام هنا – يا موت! .. فعجل الرواح وإن يكن –أيها الملاح!– قد أدلهم أمامك البحر والسماء فإن نفوسنا التي ألمت بها – يشع منها الضياء. **************************** الباطروس لكي يزجون أوقات فراغهم يتلهى رجال البحر بطيور الباطروس تلك المخلوقات البحرية الضخمة المرافقة الكسولة لجوابي البحار حينما تشق سفنهم عباب البحر وأجاج الملح... وما أن تحط قدميها على سطح سفينة حتى تجر ملوك للآفاق هذى في رعونة تدعو للرثاء... أجنحتها الضخمة البيضاء... كما تنجر المجاذيف على جانبي قارب. . ياله من أخرق وضعيف هذا المسافر المجنح ... لقد كان قبل وقت وجيز يكسوه البهاء... وهو الآن قبيح ومثير للضحك وللرثاء. أحدهم يمعن في مضايقته بمداعباته السخيفة المؤذية... والآخر يومىء إليه ويتبعه هازئا من عجزه المهيض... . إن الشاعر شبيه بأمير الآفاق هذا... يرتاد العواصف ويهزأ من نبل الصياد ... منفي في الأرض... وبين الساخرين الأوغاد ... يعوق خطاه ثقل جناحيه الضخمين المجرورين * ترجمة : الدكتور عمر عبد الماجد **************************** إلى عابرة الشارع الصاخب كان من حولي يعوي وعبرت امرأة، طويلة، نحيلة، ترفل في الحداد، والألم المهيب، وبيد باذخة ترفع، وتوازن الأكليل والهدب؛ . رشيقة ونبيلة، لها ساق تمثال. وأنا، في عينيها، في السماء الداكنة حيث هب الاعصار كنت أشرب متشنّجاً كممسوس العذوبة التي تفتن، واللذة التي تقتل . وميض... ثم الليل! – أيها الجمال الهارب بنظرته التي جعلتني أولد من جديد هل أراك بعدُ إلا في الأبدية؟ في مكان آخر، بعيداً جدّاً! بعد فوات الأوان! وربما أبداً فأنا لا أدري أين هربت، وأنت تجهل أين مضت بي قدماي، أنت الذي أحببته، وكنت تعرف هذا. * ترجمة: أحمد عبدالمعطي حجازي / منشورات الخازندر ******************************** تواصل الطبيعة معبد يزخر بالأعمدة الحيّة، التي تطلق أحياناً كلاماً مبهما، والإنسان يمرّ عبر غابات من الرموز، التي تراقبه بنظرات أليفة. وكالأصداء البعيدة التي تختلط ببعضها، عبر وحدة غامضة وعميقة، واسعة الأرجاء كالليل وكالضياء، تتجاوب العطور، الألوان والأصوات. هنالك عطور ناعمة كبشرة الأطفال، عذبة كألحان المزامير، خضراء كالبراري في الربيع، وهنالك عطور أخرى، فاسدة، قويّة وغالبة، تشبه بانتشارها ماهو لا نهائي. كالمسك والعنبر، عطر الشّرق والبخّور، التي تنشد تحليق الأرواح والحواسّ. *********************************** الشاعر والطائر كثيراً ما يمسك بحّارة السّفن، وهم يلهون، بعض طيور "القوطرس"، تلك الطيور البحرية الضخمة، التي تتبع السفن ماخرة العباب، وترافقها محلّقة بخمول، ولا يكاد البحّارة يضعونها على ظهر السفينة، حتّى تترك هذه الطيور، التي كانت ملوك الأجواء، أجنحتها الكبيرة تتدلى كالمجاذيف وتزحف على جانبيها، هذه الطيور المهاجرة، كم تبدو عند ذلك، ضعيفة وفاقدة الحيلة، هي التي كانت في الجوّ، ساحرة الجمال، لكم أصبحت مضحكة وقبيحة يلهو بها البحّارة، هذا بمشربه، وذاك بتقليده الطائر العاجز عن الطيران. وأنت، أيها الشّاعر، مثلك في ذلك مثل أمير الأجواء، هذا الذي يتحدّى العاصفة في الجوّ ويهزأ بالصيّاد، ولكنّه عندما يقع على الأرض، منفيّاً، تعيق ذلك العملاق أجنحته الضخمة، وتمنعه من المشي. ******************************* القارورة ظلت تنام، ألف بنات أفكار في خدر حزين ترتعش بهدوء في الظلمات الكثيفة التي تنفض جناحها وتنطلق مموهة باللازورد، مصقولة بالورد، مزركشة بالذهب ها هي الذكرى النشوى التي تختلج في الهواء المضطرب؛ تنغلق عيناي؛ يأخذ الدوار نفسي المنهزمة ويدفعها بيدين اثنتين عبر هوة مظلمة من الأبخرة الإنسانية العفنة، . كذلك عندما أصبح تائها في الذاكرة عندما ُأرى مرميا في زاوية مرآة مشؤومة، هناك رجال، أيتها القارورة الشائخة المحزونة، الفانية المغبرة، القذرة، الخسيسة، اللزجة، المشقوقة . سأصبح نعشك أيتها النتانة الودود شاهد قوتك وشدتك عزيزي السم الذي يضنيني، يا حياة وموت قلبي ! * (القارورة) "أزهار الشر" شارل بودلير ترجمة محمد الإحساين *************************** الدعوة الى السفر ولدي، أختي، أحلمْ بطريقة لطيفة أحلْم بأن نذهب إلى هناك،لنعيش جميعاً ارغب في الراحة أحب ومْت، في البلد الذي يشبهك ! شموُسه المبللة من هذي السماوات الملبدة من أجل روحي لها المفاتنُ المكتنفة كثيرا بالأسرار مفاتن عينيك الخائنتين، تلمعان عبر دموعهما هناك ... كل شيء ليس إلا نظاما وجمالا، فخامة، هدوءا، واشتهاء حسيا. . سوف يزين غرفتنا، أثاث متوهج، صقلته السنون؛ الزهور النادرة جدا تمتزج أرائجها بروائح العنبر الملتبسة ] وإذا لقيت، هناك، لقيت [ السقوف الباذخة والمرايا العميقة، والتألق الشرقي، كل شيء سوف يتحدث هناك. إلى النفس سرا لغة مسقط رأسه العذبة. . هناك ... كل شيء ليس إلا نظاما وجمالا، فخامة، هدوءا واشتهاء حسيا. أطلي على هذه القنوات حيث تنام هذه البوارج مزاجها شارد؛ ومهما تبحر من أقصى العالم فلكي تشبع أقل رغبتك - الشموس الراقدة تكسو الحقول، والقنوات، والمدينة كاملة، بالياقوت الأحمر وبالذهب؛ وينام العالم في ضوء ساخن هناك ... كل شيء ليس إلا نظاما وجمالا، فخامة، هدوءا واشتهاء حسيا. * ******************* الغريب قل لي , أيّها الرجل المُحيّر , من تحب أكثر , أباك , أمّك , أختك أم أخاك ؟ ليس لي أب أو أم أو أخت أو أخ . أصدقاءك ؟ ها أنت ترطن بشيء مازلت أجهله . وطنك ؟ لا أدري أين هو . الجمال ؟ أحبّه عن طيب خاطر لو كان معبودة خالدة . الذهب ؟ أمقته بشدّة . حسن ! ماذا تحب أيّها الوحيد الفريد ؟ أحب الغيوم ..... قطع السحاب ..... هناك ..... في الأعالي ..... الغيوم الرائعة . *********************** نشيد الخريف
* عيناك الصافيتان كالكريستال تقولان لي أيها العاشق الغريب الأطوار ما هي مزيتي في نظرك ؟ كوني فاتنة والزمي الصمت فقلبي الذي يثيره كل شيء ما خلا براءة الوحش القديم لا يود إطلاعك على سرّه الجهنمي ولا على أسطورته السوداء المكتوبة باللهب أيتها المرأة التي تدعوني يداها المهدهدتان للنوم إني أكره الوجد ويوجعني الفكر دعينا نتحاب في هدوء فالحب في كوخه المظلم الآمن يوتر قوسه المشؤومة وأنا عليم بذخائر مسالحه القديمة إنها الجريمة والعرب والجنون ـ يا زهرتي الشاحبة ألست مثلي شمساً خريفية يا لؤلؤتي التي لا أبرد ولا أشدّ منها بياضاً * ترجمها عن الفرنسية حنّا الطيّار جورجيت الطيّا ****************************** أحزان القمر
* يحلم القمر بمزيد من الاسترخاء هذا المساء كأنه حسناء تتكئ على وسائدها تداعب بيد ذاهلة خفيفة حوافّ نهديها قبل أن يستولي عليها النوم وتستسلم متهالكة لانتشاءات طويلة كأنها على متن حريري لركام ثلجي هشّ وعيناها تجولان على الرُّؤى البيض التي تتصاعد كأنها الأزهار في زرقة السماء وعندما تدع دمعة خفيفة تسقط احياناً على هذا المصباح وهي في مللها الكسول يتناولها شاعر تقي عدوّ للرقاد في راحة يده. هذه الدمعة الشاحبة ذات الانعكاسات القزحية كأنها قطعة من حجر كريم ويخفيها في قلبه بعيداً عن عيون الشمس * ترجمها عن الفرنسية حنّا الطيّار جورجيت الطيّار *************************** الموسيقى غالياً ما تحملني الموسيقا كما يحملني موج البحر نحو نجمي الشاحب وتحت سقف من الضباب أو في أثير واسع أبحر فأتسلق متن الأمواج المتراكمة التي يحجبها عني الليل وصدري إلى الأمام ورئتاي منفوختان كأنهما من قماش إني لأشعر في داخلي بكل انفعالات مركب مشرف على الغرق وأشعر بالريح المواتية وبالعاصفة واختلاجاتها تهدهدني فوق اللجة المترامية وأحياناً أخرى أسمعها هادئة ملساء كأنها مرآة يأسي الكبيرة * ترجمها عن الفرنسية حنّا الطيّار جورجيت الطيّار ***************************** البوم تحت الأشجار السود تجثم طيور البوم مختبئات في صفوف منتظمة شاخصات بعيونهن الحُمر كأنها آلهة غريبة. إنهن يتأملن وبلا حراك يمكثن حتى الساعة الكئيبة التي يوطد فيها الظلام سيطرته طارداً أشعة الشمس المنحرفة موقفهنّ هذا يعلم الحكيم أن يخشى في هذا العالم الحركة والزحام فالإنسان الذي يسكره خيال عابر يحمل معه دائماً عقابه الذي يكمن في إرادة تغيير مكانه * ترجمها عن الفرنسية حنّا الطيّار جورجيت الطيّار *********************** الغليون أنا غليون لأحد الكتّاب فمن يتأمل سحنتي الحبشية يدرك أن صاحبي مُكثرٌ من التدخين فعندما يغمره الألم يطلق الدخان كمدخنة كوخ يُعَدّ في مطبخه الطعام انتظاراً لعودة صاحبه الفلاح إنب أعانق وأهدهد روحه في شبكة من الدخان الأزرق الذي يطلقه فمي الملتهب وأصنع بلسماً قوياً يسحر قلبه ويشفي فكره من التعب * ترجمها عن الفرنسية حنّا الطيّار جورجيت الطيّار | |
|
رومانسية بعطور فرنسية متميزون
عدد المساهمات : 424 تاريخ التسجيل : 19/05/2010 العمر : 31 الموقع : عالم الاحزان
| موضوع: رد: بعض مختارات الشاعر ا شارل بودلير الأحد مايو 08, 2011 9:03 am | |
| بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
وفي انتظار جديدك الأروع والمميز
لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب | |
|