لقد سرى بي هواك إلى الفناء
و تكسّرت أجنحي
بينما كنت أناضل من أجل البقاء
بعد أن تاه قدري
بين رفات شعري
و تهت أنا بين ألف و ياء
و لم يبقى منّي غير خيال و خيلاء
يتصاغر بعلّو شمسي
فتقتله الظلماء
و ما نفع الحياة
عند انقطاع السبيل و موت الرجاء
أتذكر يوم بصّرتك بدروبي الخاوية
أتذكر يوم رويتك بدمعي حكايتي الصمّاء
أتذكر يوم رتلت أمامي طقوس الهوى
و ها أنت الآن تسقيني كؤوس الردى
و تسطر لي بيديك المزيد من الهمّ و العناء
و تلبسني براحتيك أثواب الشقاء
كيف نثرت بأمسي ورودٌ بالأمل زاهية
و كيف تنثر اليوم بدربي أشواك هجر و لوى
كيف تُرقصني على طبول جرحي مكبلة
و لأيّام سوداء تُجبرني الانحناء
كيف تدفعني لسبيل ما كنت أنشده
لو ما كنتَ أنتَ بأمسي هنا
سأواري قصّتك الثرى
و أضمّد بيدي جراحي النّازفة
و أحاول بعدها النبض
أحاول الحياة
لكنني سأردد ارحل بعيدا
فما عدت أنا ... أنا
ما عدت أحفل حتّى بركب الهوى
ما عدت أنت نبراسي
و لا خليلي على أرضي المقدسة
ما عدت تحييني
و لا عادت على كفيّك الدنى
ما عاد بعدك يقتلني
و لا في رجوعك طيبي و الدواء
قد عفت هوًا لا يلد
إلا الجراح و الدماء
اليوم رقص على طبول الجوى
و غدا رفعُ لرايات النوى
لقد غطى الجليد ذكرياتي
و كل زوايا الأمكنة
كم كرهت نفسي
كم كرهت ضعفي
كم كرهت حتّى أيام اللقاء
ارحل ..... ارحل بعيدًا
و دعني ألملم بقاياي المتناثرة
فأنا لم أعد كما كنتُ .. أنا
بقلم */ لمياء محـــــرش