هذه فاس يقطر منها دمي
هذه الفأس من دمنا
هذه الفأس من دمعنا
كم ولدنا بأبوابها كي نصير لأبراجها حجرا
كم بكينا بأعتابها كي يصير لها دمعنا مطرا
فلماذا تقّطّع أجسادنا جسدا جسداً
ولماذا تقطّع أكبادنا كبدا كبدا
ولماذا يطول القصاص بنا
هذه الفأس من دمنا
يولد الحي فينا على عجل
كي يودّع ما فيه من أمل
لم يعد في الحقول لنا شجر نستظل به من حرائقنا
قطعتها يد عندما انتصف الليل في وردنا
لم يعد في السماء لنا قمر كان يضحك من صحوه في حدائقنا
هل تركناه في شرفة البيت حين تعبنا ونمنا فودعنا ومضى
أم توسد كفيه حزنا على حزننا وانطفا
لم نعد قادرين على الحزن من جرة كًسرت
في الرحيل المفاجئ عن وطن التيه
لم يتبقّ لنا ذكريات توحد نهر الفرات بنهر سبو
وتضمد جرح فتاة على شاطئ الأطلسي
سقطت من خريطتنا
لم يعد غربنا شرقنا والفتاة على شاطئ المتوسط
تغزل للداخلين وللراحلين الهباء
وتغرس شاهدة للذين سيأتون من بعدهم
كتبت في بياض الرخام وصيتها
هذه فاس يقطر منها دمي
فاسكنوها بلا وجع أيها الشعراءْ.
شفشاون في 20-11-2012