متى يستريح التعب؟
أعرفُ أننى سأعانى كثيراً عندما سأعاود الكتابَةَ إليكم وأخشى أن تتحول كلماتى الى أبخرة فى فضاء حرائقى ، بعد أن جرَّسْتنى عواطفى ،وأصبح صلصالى المطبوخ شظايا على سطح مرآتى.
المجاملات أرهقتنى ، فاغتسلت فى بحار عُرْي ، وأصبحت عظامى كأذرع الأشجار ممدة على جانبى الطريق ،بينى وبين ضريحى شوارع ضيقة ترقدُ أركانها الأزمنة ، ودواوين شعرى التى تحمل عمرَّا انتهت صلاحيتة ،وعيال كقوس قزح ،ورجال يحملون نعش أحلامى وشفاههم جافة!
لست أدرى ... هل السرور العذب يتلاشَى عندما تلمسه أصابعنا أَنه الجليد يغطى أيامنا ، والليالى الموحشة تطبق كل ليلة على مخدات النهار ، ما الذى يحول بينى وبين أقمارها؟ كلما أحشد الريح إليها تَقْعَى ، أو أجمع النورَ من عينيها تَهْمَى ، أنفاسنا الحرَّة أصبحت كبريتا بعدما سقيناها دمعا وطرزناها أغانى جوفاء أدهشنى أن الحياة تخلف سنتها معنا ، نعطى فتَسْلب ، نمنح فتقبض ، مع أن اللحظة التى نعيشها واللحظة التى عشناها كلاهما موجود فى اللحظة التى سوف تكون!!
القطار يسير ، الزمان يسير ، ولكن رغم ما يقطع الزمان والقطار من مسافات فالقطار هو نفس القطار ، والزمان هو نفس الزمان .
آه من تضاريس نومى ، وصباح جفافى ، صمتى يغلى ، لكنه لن يخفى بريقى ، كلما ازددنا فراقا ، ازدادت الحفرة عمقا ، فمتى يستريح التعب؟!!